السلآم عليكم ورحمة آلله ..
كيف تعززين مهآرات طفلك آلمالية ؟!
علميه كيفية الادخار والتوفير وصرف المال بأسلوب ذكي "في الوقت الذي تعتقدين فيه بأنه من المبكر تعليم طفلك كيفية ادخار أو صرف المال، اعلمي أن ثقافة الاستهلاك قد تسللت إليه عن طريق مئات الرسائل الإعلانية وغير الإعلانية التي تدعوه إلى الشراء والإنفاق.
هل تتركين صغيرك عرضة للمفاهيم الإنفاقية الخاطئة، أم تحاولين تعريفه إلى المفاهيم المالية الصحيحة؟"
كلما بكرت في إرساء العادات المالية السليمة لدى طفلك، ضمنت حمايته من شرك العمليات الإنفاقية غير المبررة، وقدمت له درساً قيماً في كيفية التعامل مع المال، ومعرفة قيمته واحترامه. لا تترددي في تعليم طفلك كيفية الادخار والإنفاق بأسلوب سهل ومسلٍّ. إليك الطريقة لفعل ذلك: -
أعطي طفلك درهماً: إذا كان طفلك لا يعرف بعد كيفية صرف الدراهم، فهذا لا يعني بالضرورة أنه لا يستطيع أن يمسك درهماً بيده.
إعطاء الطفل مالاً وحثه على الإمساك بالأوراق النقدية أو العملات المعدنية يؤسسان لما يعرف بالثقافة المالية، على غرار القراءة بصوت مرتفع لتعويد طفل بالكاد يلفظ بضعة أحرف، على القراءة. من أجل تعريف صغيرك دور المال في الحياة، عليك أن تتخطي هاجسك بالنظافة ومخاوفك حيال الجراثيم التي تعلق على القطع النقدية والأوراق المالية، وتتركيه يمسك بالدراهم. شجعيه على دفع المال لموظف البيع، أو اتركيه يساعدك في وضع العملات المعدنية في حصالة النقود. العبي معه لعبة البائع والزبون أو لعبة المصرف، كي يفهم أن للمال قيمة ما تمكنه من شراء الأشياء التي يرغب فيها أو يحتاج إليها.
- حسن التدبير: يبدو أن زمن التوفير وتصليح وترميم الأشياء المكسورة والمحطمة قد ولى، وحلت مكانه ثقافة رمي الأشياء القديمة وشراء أخرى جديدة.
هذا المفهوم وإن كان أسهل الحلول أحياناً، لا يخدم طفلك لناحية تعليمه احترام قيمة الأشياء والحفاظ عليها. يجب أن يعي طفلك أنه ليس في الإمكان دوماً استبدال مقتنياته في حال تعرضت للتلف بأخرى جديدة، وإنما يجب العمل على الحفاظ عليها، وأن يسعى إلى إصلاحها أو ترميمها في حال تعرضت للكسر أو التلف. مثلاً، اشرحي لطفلك أن رمي الكتاب على الأرض يمكن أن يؤدي إلى تلفه، وأن حمل الكتاب بهدوء والعناية به يحافظ عليه ويجعله يدوم أكثر. في حال سمعته، لدى تحطم قطاره يقول: "لا بأس يمكننا شراء واحد آخر"، سارعي إلى الاستفادة من هذه المناسبة لتعليمه المزيد من المفاهيم المالية حول الإنفاق والتوفير. اشرحي له بهدوء أن شراء قطار جديد يعني دفع مبلغ مالي مقابله، وعليك التفكير في كونك قادرة في الوقت الحالي على تخصيص المبلغ المطلوب لشرائه أم لا، لأن ثمة أموراً أخرى أنت في حاجة إليها. هذه الحادثة ستقودكما حتماً إلى نقاش مثير للاهتمام حول كيفية إدارة الأموال لشراء مثلاً الطعام ودفع الإيجار وفاتورة الكهرباء والماء والتليفون.
يمكنك أيضاً من أجل تعزيز مفهوم التوفير وعدم الإسراف في صرف المال، أن تطلبي من صغيرك أن يساعدك في غسل وكي وثني الملابس التي لم تعد تناسبه، كي تتمكني من إعطائها لطفل آخر أصغر منه.
- حكمة الصبر: يرغب الطفل بطبيعته في الحصول على ما يريده فوراً، لكن تعليمه الانتظار والصبر أمر ضروري له، ويعتبر بمثابة بناء حجر إضافي في عالم التعاملات المالية. يمكنك البدء بتعليم صغيرك أهمية الصبر وحكمة الانتظار باكراً جداً. مثلاً عندما يطلب منك شرب كوب حليب أثناء انهماكك في عمل ما، لا تلبي طلبه فوراً، وإنما اشرحي له أنك ستجلبين له كوب الحليب عندما تنهين عملك. في حال طلب شراء قطار آخر، ليضيفه إلى مجموعة قطاراته، قولي له إنه عليه أن يدون طلبه على لائحة الهدايا التي يرغب في الحصول عليها بمناسبة عيد ميلاده.
بهذه الطريقة توجدين فرصة لتأجيل طلبه، وتدربينه على الانتظار والصبر، وهذا في حد ذاته يعد أفضل هدية يقدمها الأهل لأطفالهم. يمكنك البدء بتدريب طفلك على صرف المال في سن الخمس سنوات، أعطيه مصروفاً خاصاً ومنتظماً أسبوعياً، لنقل نصف درهم مثلاً، على أن يتولى هو إدارته، أكيد بعد تأمين الضروريات من مأكل وملبس وكتب. فلو رغب مثلاً في شراء قطعة شوكولاته يمكنه فعل ذلك من مصروفه. أما إذا كان المبلغ الذي بحوزته لا يكفيه لشراء ما يريده، عليك أن تشرحي له أن في مقدوره الانتظار أسبوعاً آخر ليحصل على مصروفه الأسبوعي، ما يمكنه من جمع المال المطلوب لشراء الشوكولاته. مع نمو الطفل، ستزداد قدرته على الانتظار لفترات أطول، فإذا رغب في شراء لعبة جديدة، قولي له إنه ليس في إمكانه الحصول عليها الآن وإنما بمقدوره أن يدخر المال لشرائها.
هنا سيراجع صغيرك حساباته، ويقرر مدى الحاجة والفائدة التي ستعود عليه من هذا الغرض. فإن كانت هناك حاجة ملحة فإنه سيوفر المبلغ المطلوب ويشتري ما يريده حتى ولو أرغم على الانتظار عشرة أسابيع. قد تسمعين في هذه الأثناء الكثير من الشكوى، ولكن تيقني أنه عندما ينجح في شراء ما يريده بمفرده، ستزداد ثقته بنفسه.
* نصائح سريعة لتربي طفلك على احترام المال ومعرفة قيمة المجهود الذي يبذل من أجل الحصول عليه: -
لا تظهري أمامه قدرتك على شراء كل ما تريدينه أثناء التسوق، حتى ولو كنت من أغنى أغنياء العالم.
- دربي طفلك على ضبط شهوته في حب الشراء والإسراف.
- علميه مقارنة الأسعار مع المطلوب شراؤه وغيره من المنتجات مع مقارنة الجودة.
- ناقشي قيمة السلعة التي ينوي شراءها وما إذا كانت تتناسب والمبلغ الذي بحوزته وما إذا كانت حاجة ضرورية له أم لا.
- علميه أهمية مساعدة الآخرين، لا سيما الفقراء والمساكين، وشجعيه على التبرع بالمال للمؤسسات الخيرية مثل الهلال الأحمر.
- شجعيه على أداء أعمال بسيطة مقابل أجر مالي بسيط، مثل غسل الصحون أو ترتيب غرفته، كي يشعر بأن الحصول على المال يتطلب بذل مجهود.
- علمية عدم صرف المال الذي جمعه على أشياء غير ضرورية، وحثيه على توفير ماله لشراء حاجاته والضروريات له.
قيمة السلع يرى بعض الأهالي أنه من غير المناسب مناقشة المسائل المالية مع الأطفال، لكن الخبراء ينصحون بإشراكهم في مثل هذه النقاشات، لأنها ستفيدهم كثيراً في فهم المفاهيم المالية والصرف والتوفير، وستبدد أي مغالطات متعلقة بالأموال، كالاعتقاد مثلاً بأن البطاقات الائتمانية مصدر مالي لا ينضب، أو أن الحصول على المال لا يتطلب سوى بذل مجهود بسيط ومسلٍّ في الوقت ذاته وهو وضع بطاقة في ماكينة النقود والضغط على رقم سري ومن ثم تسلُّم النقود. فالطفل لا يعلم أن المسألة فيها صعوبة ومشقة، ولا يدري أن والديه قد أمضيا ساعات وأياماً وأشهراً وربما سنوات في العمل من أجل تمكنهما من سحب المال من الماكينة. يجب ألا تخافي من مشاركة طفلك المفاهيم المالية وتعريفه إلى قيمة كل سلعة تشترينها، من ربطة الخبز إلى لوح الشوكولاته إلى كيس الأرز أو كيس الحليب. للتسوق، التحدث بصوت مرتفع عن الأفكار التي تجول في خاطرك أمام طفلك، كأن تقولي مثلاً: "إذا اشتريت تلك القطعة من القماش لن أتمكن من دفع فاتورتي الكهرباء والهاتف لهذا الشهر. في رأيي الكهرباء أهم بكثير من قطعة القماش لذا لن أشتريها".
دمتم بخير